بينما كان المصريين يحتفلون بذكرى انتصارات حرب أكتوبر في السادس من أكتوبر الماضي، كان المسلمون في كافة أنحاء العالم تتابع انتصارا جديدا يحققه البطل المسلم “حبيب نور محمدوف” على اللاعب الأيرلندي “كونر ماكجريجور” بطل العالم في بطولة فنون القتال المختلطة (UFC) صاحب سلسلة الانتصارات المتتالية واسرع مباراة في تاريخ اللعبة بزمن 13 ثانية فقط بعد أن قضى على خصمه بالضربة القاضية، “جريجور” الذي استفز منافسه كثيرا قبل المباراة بالسخرية منه ومن دينه ومن بلده “داغستان”، اعلن أستسلامه في الجولة الرابعة بعد أن اجهز عليه البطل المسلم “محمدوف” بعد أن طوق رقبته بذراعيه في حركة قاتلة.
لم يكن هذا الانتصار الكبير الذي حققه “محمدوف” هو الأول، فسجل ألاعب ملئ بالانتصارات التي وصلت إلى 23 مباراة حقق فيها انتصارات متتالية، حتى اطلق عليه “اللاعب الذي لم يهزم” ، ولكي نتعرف اكثر على هذا البطل الاستثنائي دعونا نرجع إلى نشأته وبداياته.
نشأة وبداية حبيب نور محمدوف
“محمدوف” المولود عام 1988م ويبلغ من العمر 30 عاما، ولد في “داغستان” إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي القديم، والده هو “عبد المنعم نور محمدوف” الضابط السابق بالجيش السوفيتي ومدرب الفنون القتالية الحالي، نشأ “محمدوف” في أسرة مسلمة متدينة، واهتم والده كثيرا بتربيته تربية إسلامية وأخلاقية راقية، وكذلك إعداده بدنيا ورياضيا بشكل متميز، ففي طفولته الأولى حول والده الطابق الأول من منزله لصالة ألعاب رياضية، ليتعلق هذا الطفل الصغير هو وأخوته بالرياضة وخاصة ألعاب وفنون القتال.
“محمدوف” هذا الطفل الذي صارع الدب
بدأ والده تدريبه في سن مبكرة، وكانت أول بداياته مع لعبة المصارعة وهو في سن الثامنة، اظهر هذا الطفل الصغير خلال بداية تدريبه مستوى عالي من القوة والسرعة والمهارة، وصلت إلى انه صارع دب منفردا وهو في سن التاسعة، وبعد أن حقق تفوقا كبيرا انتقل “محمدوف” لممارسة رياضة “الجودو” وهو في سن الخامسة عشر، ليعاني كثيرا فيها نظرا لاختلافها عن المصارعة التي كان يعشقها ولكن أصرار والده جعله يكمل فيها، ثم انتقل بعدها فى سن السابعة عشر للعبة القتال الشعبية الروسية المعروفة باسم “سامبو” والتي تعنى الدفاع عن النفس بدون سلاح حقق خلالها نجاح كبيرا، لينتقل بعدها إلى اللعبة التي أوصلته للعالمية لعبة “فنون القتال المختلطة” (UFC).
رحلته مع فنون القتال المختلطة (UFC)
كانت البداية عام 2008 بعد أن احرز 4 انتصارات متتالية في شهر واحد، ليحصل بعدها على كأس “Atrium” بعد أن تغلب على ثلاثة من خصومة في موسكو، ليستمر في حصد الانتصارات والجوائز على مدى ثلاثة سنوات متتالية وصلت إلى 11 انتصار، انتقل بعدها إلى بطولة (UFC) وشارك في وزن الخفيف، ليستمر في حصد انتصاراته بعد أن قابل العديد من اللاعبين العالميين المصنفين في اللعبة، لتكون مباراته الأخيرة مع بطل العالم السابق “جريجور” هي الانتصار رقم 23 له دون أي هزيمة، ليتوج بعدها بطلا للعالم في وزنه ليصبح أول مسلم يحمل هذا اللقب.
سر حب الجمهور المسلم لـ”محمدوف”
لا يمكن أن ينكر أحدا حالة الفرحة التي انتابت الكثير من المسلمين بالرغم من انهم غير مهتمين بلعبة فنون القتال المختلط بعد فوز البطل المسلم “محمدوف”، ويمكن أن نرجع هذه الفرحة لعدة أسباب لعل من أهمها هذا التدين الواضح على اللاعب ومدى تعلقه وحبه للإسلام، بالإضافة إلى رقي أخلاقه الذي ظهر واضحا في تصريحاته قبل وبعد مبارياته، كل هذه الصفات بالإضافة إلى القوة والبطولة هي ما جعلت المسلمين في جميع أنحاء العالم تعتبره نموذج مشرفا يجب دعمه وتشجعيه، وأعاد إلى الأذهان أمجاد اللاعب المسلم التاريخي محمد علي كلاي.
from https://ift.tt/2yBq1xR
via أخبار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق