كتبت فداء الشيخ
في مبحث في أسماء سور القرآن الكريم من تفسير " التحرير والتنوير " للطاهر بن عاشور ولعلي أتعرض بشيء من سيرة المفسر وقول العلماء في الثناء عليه مع نبذة في بيان تفسيره
نسأل الله أن ييسر لنا أن نتم 114 سورة في التعرض لأسباب تسميتها بالاسم الذي نعرفه بها
و نسأل الله الكريم النفع والإخلاص
مقدمــــــــــــــــــة في أسماء السور :
أسماء السور :
وأما أسماء السور فقد جعلت لها من عهد نزول الوحي، والمقصود من تسميتها تيسير المراجعة والمذاكرة، وقد دل حديث ابن عباس الذي ذكر آنفا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا نزلت الآية وضعوها في السورة التي يذكر فيها كذا ، فسورة البقرة مثلا كانت بالسورة التي تذكر فيها البقرة.
فائدة التسمية :
وفائدة التسمية أن تكون بما يميز السورة عن غيرها.
أصل أسماء السور:
وأصل أسماء السور أن تكون بالوصف كقولهم السورة التي يذكر فيها كذا، ثم شاع فحذفوا الموصول وعوضوا عنه الإضافة فقالوا سورة ذكر البقرة مثلا، ثم حذفوا المضاف وأقاموا المضاف إليه مقامه فقالوا سورة البقرة. أو أنهم لم يقدروا مضافا- وأضافوا السورة لما يذكر فيها لأدنى ملابسة.
وما روى من حديث عن أنس مرفوعا لا تقولوا سورة البقرة ولا سورة آل عمران ولا سورة النساء وكذلك القرآن كله ولكن قولوا السورة التي يذكر فيها آل عمران وكذا القرآن كله فقال أحمد بن حنبل هو حديث منكر، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات، ولكن ابن حجر أثبت صحته. ويذكر عن ابن عمر أنه كان يقول مثل ذلك ولا يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان الحجاج بن يوسف يمنع من يقول سورة كذا ويقول قل السورة التي يذكر فيها كذا، ولم يشتهر هذا المنع ولهذا ترجم البخاري في كتاب فضائل القرآن بقوله باب :
من لم ير بأسا أن يقول سورة البقرة وسورة كذا وسورة كذا وأخرج فيه أحاديث تدل على أنهم قالوا سورة البقرة، سورة الفتح، سورة النساء، سورة الفرقان، سورة براءة، وبعضها من لفظ النبي صلى الله عليه وسلم، وعليه فللقائل أن يقول سورة البقرة أو التي يذكر فيها البقرة، وأن يقول سورة والنجم وسورة النجم، وقرأت النجم وقرأت والنجم، كما جاءت هذه الإطلاقات في حديث السجود في سورة النجم عن ابن عباس.
التسمية في عهد الصحابة :
والظاهر أن الصحابة سموا بما حفظوه عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أخذوا لها أشهر الأسماء التي كان الناس يعرفونها بها ولو كانت التسمية غير مأثورة، ، وقد اشتهرت تسمية بعض السور في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وسمعها وأقرها وذلك يكفي في تصحيح التسمية.
تسمية السورة إما بالوصف أو بالإضافة :
واعلم أن أسماء السور إما أن تكون بأوصافها مثل الفاتحة وسورة الحمد،
وإما أن تكون بالإضافة لشيء اختصت بذكره نحو سورة لقمان وسورة يوسف وسورة البقرة، وإما بالإضافة لما كان ذكره فيها أوفى نحو سورة هود وسورة إبراهيم، وإما بالإضافة لكلمات تقع في السورة نحو سورة براءة، وسورة حم عسق، وسورة حم السجدة كما سماها بعض السلف، وسورة فاطر.
وقد سموا مجموع السور المفتتحة بكلمة حم آل حم وربما سموا السورتين بوصف واحد فقد سموا سورة الكافرون وسورة الإخلاص المقشقشتين.
هل أثبت الصحابة أسماء السور في المصحف بمعنى هل كتبوها ؟
واعلم أن الصحابة لم يثبتوا في المصحف أسماء السور بل اكتفوا بإثبات البسملة في مبدأ كل سورة علامة على الفصل بين السورتين، وإنما فعلوا ذلك كراهة أن يكتبوا في أثناء القرآن ما ليس بآية قرآنية، فاختاروا البسملة لأنها مناسبة للافتتاح مع كونها آية من القرآن .
متى كتبت أسماء السور في المصاحف ؟
وكتبت أسماء السور في المصاحف باطراد في عصر التابعين ولم ينكر عليهم. قال المازري في شرح البرهان عن القاضي أبي بكر الباقلاني: إن أسماء السور لما كتبت المصاحف كتبت بخط آخر لتتميز عن القرآن، وإن البسملة كانت مكتوبة في أوائل السور بخط لا يتميز عن الخط الذي كتب به القرآن.
ســــــــــــور القرآن :
السورة قطعة من القرآن معينة بمبدأ ونهاية لا يتغيران، مسماة باسم مخصوص، تشتمل على ثلاث آيات فأكثر في غرض تام ترتكز عليه معاني آيات تلك السورة، ناشئ عن أسباب النزول، أو عن مقتضيات ما تشتمل عليه من المعاني المتناسبة.
وعددها 114 هي كالتالي :
1. سورة الفاتحة
2. سورة البقرة
3. سورة آل عمران
4. سورة النساء
5. سورة المائدة
6. سورة الأنعام
7. سورة الأعراف
8. سورة الأنفال
9. سورة التوبة
10. سورة يونس
11. سورة هود
12. سورة يوسف
13. سورة الرعد
14. سورة إبراهيم
15. سورة الحجر
16. سورة النحل
17. سورة الإسراء
18. سورة الكهف
19. سورة مريم
20. سورة طه
21. سورة الأنبياء
22. سورة الحج
23. سورة المؤمنون
24. سورة النور
25. سورة الفرقان
26. سورة الشعراء
27. سورة النمل
28. سورة القصص
29. سورة العنكبوت
30. سورة الروم
31. سورة لقمان
32. سورة السجدة
33. سورة الأحزاب
34. سورة سبأ
35. سورة فاطر
36. سورة يس
37. سورة الصافات
38. سورة ص
39. سورة الزمر
40. سورة غافر
41. سورة فصلت
42. سورة الشورى
43. سورة الزخرف
44. سورة الدخان
45. سورة الجاثية
46. سورة الأحقاف
47. سورة محمد
48. سورة الفتح
49. سورة الحجرات
50. سورة ق
51. سورة الذاريات
52. سورة الطور
53. سورة النجم
54. سورة القمر
55. سورة الرحمن
56. سورة الواقعة
57. سورة الحديد
58. سورة المجادلة
59. سورة الحشر
60. سورة الممتحنة
61. سورة الصف
62. سورة الجمعة
63. سورة المنافقون
64. سورة التغابن
65. سورة الطلاق
66. سورة التحريم
67. سورة الملك
68. سورة القلم
69. سورة الحاقة
70. سورة المعارج
71. سورة نوح
72. سورة الجن
73. سورة المزمل
74. سورة المدثر
75. سورة القيامة
76. سورة الإنسان
77. سورة المرسلات
78. سورة النبأ
79. سورة النازعات
80. سورة عبس
81. سورة التكوير
82. سورة الإنفطار
83. سورة المطففين
84. سورة الإنشقاق
85. سورة البروج
86. سورة الطارق
87. سورة الأعلى
88. سورة الغاشية
89. سورة الفجر
90. سورة البلد
91. سورة الشمس
92. سورة الليل
93. سورة الضحى
94. سورة الشرح
95. سورة التين
96. سورة العلق
97. سورة القدر
98. سورة البينة
99. سورة الزلزلة
100. سورة العاديات
101. سورة القارعة
102. سورة التكاثر
103. سورة العصر
104. سورة الهمزة
105. سورة الفيل
106. سورة قريش
107. سورة الماعون
108. سورة الكوثر
109. سورة الكافرون
110. سورة النصر
111. سورة المسد
112. سورة الإخلاص
113. سورة الفلق
114. سورة الناس
أولا : ســــــــــــورة الفاتـحــــــــة
سورة الفاتحة من السور ذات الأسماء الكثيرة: أنهاها صاحب الإتقان إلى نيف وعشرين بين ألقاب وصفات جرت على ألسنة القراء من عهد السلف،
ولم يثبت في السنة الصحيحة والمأثور من أسمائها إلا فاتحة الكتاب، والسبع المثاني، وأم القرآن، أو أم الكتاب،
فلنقتصر على بيان هذه الأسماء الثلاثة .
1- تسميتها فاتحة الكتاب :
أ- الدليل :
فأما تسميتها فاتحة الكتاب فقد ثبتت في السنة في أحاديث كثيرة منها قول النبي صلى الله عليه وسلم لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ،
ب- في اللغة :
وفاتحة مشتقة من الفتح وهو إزالة حاجز عن مكان مقصود ولوجه فصيغتها تقتضي أن موصوفها شيء يزيل حاجزا، وليس مستعملا في حقيقته بل مستعملا في معنى أول الشيء تشبيها للأول بالفاتح لأن الفاتح للباب هو أول من يدخل ، ومعنى فتحها الكتاب أنها جعلت أول القرآن لمن يريد أن يقرأ القرآن من أوله فتكون فاتحة بالجعل النبوي في ترتيب السور، وقيل لأنها أول ما نزل وهو ضعيف لما ثبت في الصحيح واستفاض أن أول ما أنزل سورة (اقرأ باسم ربك) وهذا مما لا ينبغي أن يتردد فيه. فالذي نجزم به أن سورة الفاتحة بعد أن نزلت أمر الله رسوله أن يجعلها أول ما يقرأ في تلاوته.
2- تسميتها أم القرآن وأم الكتاب :
أ- الدليل :
وأما تسميتها أم القرآن وأم الكتاب فقد ثبتت في السنة من ذلك ما في صحيح البخاري في كتاب الطب أن أبا سعيد الخدري رقى ملدوغا فجعل يقرأ عليه بأم القرآن، وفي الحديث قصة،
ب- في اللغة :
ووجه تسميتها أم القرآن أن الأم يطلق على أصل الشيء ومنشئه، وفي الحديث الصحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم: كل صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج أي منقوصة مخدوجة .
ج- أقوال العلماء في سبب التسمية :
وقد ذكروا لتسمية الفاتحة أم القرآن وجوها ثلاثة:
أحدها أنها مبدوه ومفتتحه فكأنها أصله ومنشؤه، يعني أن افتتاحه الذي هو وجود أول أجزاء لقرآن قد ظهر فيها فجعلت كالأم للولد في أنها الأصل والمنشأ فيكون أم القرآن تشبيها بالأم التي هي منشأ الولد لمشابهتها بالمنشأ من حيث ابتداء الظهور والوجود.
الثاني أنها تشتمل محتوياتها على أنواع مقاصد القرآن وهي ثلاثة أنواع: الثناء على الله ثناء جامعا لوصفه بجميع المحامد وتنزيهه من جميع النقائص، ولإثبات تفرده بالإلهية وإثبات البعث والجزاء وذلك من قوله )الحمد لله( إلى قوله )ملك يوم الدين(، والأوامر والنواهي من قوله )إياك نعبد( والوعد والوعيد من قوله )صراط الذين( إلى آخرها، فهذه هي أنواع مقاصد القرآن كله، وغيرها تكملات لها ) .
الثالث أنها تشتمل معانيها على جملة معاني القرآن من الحكم النظرية والأحكام العملية فإن معاني القرآن إما علوم تقصد معرفتها وإما أحكام يقصد منها العمل بها، فالعلوم كالتوحيد والصفات والنبوءات والمواعظ والأمثال والحكم والقصص، إما عمل الجوارح وهو العبادات والمعاملات، وإما عمل القلوب أي العقول وهو تهذيب الأخلاق وآداب الشريعة،وكلها تشتمل عليها معاني الفاتحة بدلالة المطابقة أو التضمن أو الالتزام .
3- تسميتها السبع المثاني :
أ- الدليل :
وأما تسميتها السبع المثاني فهي تسمية ثبتت بالسنة، ففي صحيح البخاري عن أبي سعيد ابن المعلى أن رسول الله قال الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته .
ب- وجه تسميتها سبعا :
ووجه تسميتها بذلك أنها سبع آيات باتفاق القراء والمفسرين ولم يشذ عن ذلك إلا قلة .
ج- وجه وصفها بالمثاني :
مشتق من التثنية وهي ضم ثان إلى أول.
ووجه الوصف به أن تلك الآيات تثنى في كل ركعة كذا في الكشاف. قيل وهو مأثور عن عمر بن الخطاب، وهو مستقيم لأن معناه أنها تضم إليها السورة في كل ركعة، وقيل لأنها تثنى في الصلاة أي تكرر ، وعليه فيكون المراد بالمثاني هنا مثل المراد بالمثاني في قوله تعالى ( كتابا متشابها مثاني ) أي مكرر القصص والأغراض .
السورة الثانية
سـورة البـقرة
كذا سميت هذه السورة سورة البقرة في المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم وما جرى في كلام السلف،
الدليل على هذه التسمية من السنة وأقوال الصحابة :
فقد ورد في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة كفتاه "،
وفيه عن عائشة " لما نزلت الآيات من آخر البقرة في الربا قرأهن رسول الله ثم قام فحرم التجارة في الخمر ".
وجه تسميتها سورة البقرة :
1. ووجه تسميتها أنها ذكرت فيها قصة البقرة التي أمر الله بني إسرائيل بذبحها لتكون آية ووصف سوء فهمهم لذلك، وهي مما انفردت به هذه السورة بذكره،
2. وعندي - أي الطاهر بن عاشور - أنها أضيفت إلى قصة البقرة تمييزا لها عن السور آل آلم من الحروف المقطعة لأنهم كانوا ربما جعلوا تلك الحروف المقطعة أسماء للسور الواقعة هي فيها وعرفوها بها نحو: طه، ويس، وص .
أوصاف للسورة :
وفي الاتفاق عن المستدرك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنها سنام القرآن ، وسنام كل شيء أعلاه وهذا ليس علما لها ولكنه وصف تشريف.
وكذلك قول خالد بن معدان إنها فسطاط القرآن والفسطاط ما يحيط بالمكان لإحاطتها بأحكام كثيرة
السورة الثالثة
ســورة آل عمـــران
سميت هذه السورة، في كلام النبي صلى الله عليه وسلم وكلام الصحابة: سورة آل عمران،
الدليل على هذه التسمية من السنة وأقوال الصحابة :
ففي صحيح مسلم، عن أبي أمامة: قال سمعت رسول الله يقول : " أقرأوا الزهراوين: البقرة وآل عمران "
وفيه عن النواس بن سمعان: قال سمعت النبي يقول " يؤتى بالقرآن يوم القيامة تقدمه سورة البقرة وآل عمران "
وروى الدارمي في مسنده: أن عثمان بن عفان قال: " من قرأ سورة آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة "
وسماها ابن عباس، في حديثه في الصحيح، قال: " بت في بيت رسول الله فنام رسول الله حتى إذا كان نصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل استيقظ رسول الله فقرأ الآيات من آخر سورة آل عمران " .
وجه تسميتها بآل عمران :
ووجه تسميتها بسورة آل عمران أنها ذكرت فيها فضائل آل عمران وهو عمران بن ماتان أبو مريم وآله هم زوجه حنة وأختها زوجة زكريا النبي، وزكريا كافل مريم إذ كان أبوها عمران توفي وتركها حملا فكفلها زوج خالتها.
أوصاف السورة :
ووصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالزهراء في حديث أبي أمامة المتقدم
السورة الرابعة
ســـورة النســــاء
سميت هذه السورة في كلام السلف سورة النساء
الدليل من السنة وأقوال الصحابة :
ففي صحيح البخاري عن عائشة قالت ما نزلت سورة البقرة وسورة النساء إلا وأنا عنده .
كتابتها في المصاحف وكتب السنة والتفسير بهذا الاسم :
وكذلك سميت في المصاحف وفي كتب السنة وكتب التفسير، ولا يعرف لها أسم آخر،
هل هناك سورة أخرى تحمل هذا الاسم ؟
لكن يؤخذ مما روي في صحيح البخاري عن ابن مسعود من قوله " لنزلت سورة النساء القصرى " يعني سورة الطلاق أنها شاركت هذه السورة في التسمية الطولى، ولم أقف عليه صريحا.
ووقع كتاب بصائر ذوي خبرة التمييز للفيروز أبادي أن هذه السورة تسمى سورة النساء الكبرى، واسم سورة الطلاق سورة النساء الصغرى. ولم أره لغيره.
وجه تسميتها بسورة النساء :
ووجه تسميتها بإضافة إلى النساء أنها افتتحت بأحكام صلة الرحم، ثم بأحكام تخص النساء، وأن بها أحكاما كثيرة من أحكام النساء: الأزواج، والبنات،وختمت بأحكام تخص النساء.
أوصاف السورة :
وذكر الآلوسي أنها تسمى: الأمان، والكنز، والمجادلة، وسورة الاستغفار. ولم أره لغيره، ولعله اقتبس ذلك من أوصاف وصفت بها هذه السورة مما ساقه القرطبي، في المسألة الثالثة والرابعة، من تفسير أول السورة.
يتبع إن شاء الله تعالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق