كتبت فداء الشيخ
اشتهر أحد الأغنياء في مدينته بالكرم الشديد , خاصة مع الفقراء والمساكين و كان ذا مال وفير , و لكن كانت له عادتان سيئتان فقد كان يتفاخر على المساكين و هو يعطيهم الصدقات , فإذا طلب منه أحدهم درهماً كان يقول له بصوتً عالي أمام الناس : درهم واحدً ؟!ا
أنا لا اعطي أحداً درهماً فقط خذ هذه عشرة دراهم و كان أيضاً إذا مر على فقير كان قد أعطاه صدقةَ يقول له أمام الناس : ماذا فعلت أيها الرجل بـالمال الذي أعطيته لك؟ هل حللت مشاكلك به؟ و لذالك كان الفقراء لايحبونه رغم أنه يتصدق عليهم , وكانوا يتمنون لو يكف مفاخرته عليهم ؟
و لم يكف عن هذه العادة السيئه , و لم يعدل عنها بل استمر يتباها أمام الناس بما يملك و بما يعطي الفقراء والمساكين من أموال.
فقرر أحد الأشخاص أن يلقن هذا الغني درساً لا ينساه ابدأً و يعلمه أن ما يفعله ليس صحيحً بل يعد خطأ كبيرأً و سوف يضيع ثوابه.
جلس هذا الشخص ذاتَ يوم في الطريق الذي يمر بهِ الغني , و ارتدى ملابس قديمة و ممزقة ووضع أمامه كوباً صغيراً فارغاً , و أخفى جزء منهُ في التراب .
و انتظر هذا الرجل وقتاً يسيراً و عندما مر الغني أمامه قال له : يا أخي العرب هل يمكن أن تضع لي درهماً في هذا الكوب؟ فضحك الغني و قال: متفاخراً بملي فيه كعادتهِ درهم؟! لا أيها الفقير سوف أملأ لك هذا الكوب بدراهم . و نادى على أحد أتباعه و أمره أن يملي هذا الكوب بدراهم , فضل يضع درهماً تلو الآخر حتى وضع مئة درهم !! و لكن الكوب لم يمتلئ ثم أمسك كيس الدراهم و أفرغه كله في الكوب دون فائدة , فقال له الرجل الفقير : الكوب لم يمتلىء يا سيدي .
فأجابه الغني : و أنا أموالي نُفذت ! و أصبح أمراً عبئاً ثقيلا فأجابه الرجل : هل تعلم لماذا ؟ ثم رفع الكوب فوجده مثقوباً من أسفله و قد حفر تحته حفره عميقه .. ثم قال الرجل : لقد ابتلعت هذه الحفرة كل أموالك , كذالك التباهي و التفاخر لم ينفعك و سوف يبتلع أجرك وثوابك , ثم رد إليه أمواله .
فهم الغني الدرس فرأى هدى و ضياء في هذا الموقف
وتذكر قوله تعالى:{{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ باللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ }
صدق الله العظيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق